هل نستخدم معجون أسنان للثة دائما للحد من التهابها؟ وهل ذلك يعني أن صحة اللثة من صحة الأسنان؟ فالمحافظة على صحة اللثة كما العناية بالأسنان تماما, ووجود مشكلة ما في أي منهما يترتب عليه في نهاية المطاف, تلف بالأخر. ولأن التهاب اللثة قد ينهي بالأسنان, نتعرف فى هذا المقال عن التهابات اللثة, أسبابها وطرق علاجها مع توضيح لأنواع معاجين الأسنان خاصة تلك التي تساعد في استعادة صحة اللثة.
- ما الفرق بين شتى أنواع معاجين الأسنان؟
ندهش كثيرا لانتشار العديد من أنواع معاجين الأسنان بالأسواق. فهل نحن قادرين على تخير الأمثل من بينها حسب حاجتنا؟ وما الفرق بينهم؟ يكمن الرد على هذا السؤال في بساطة تقسيم معاجين الأسنان إلى أربع أنواع حسب آلية عملها وهم:
١- معجون ضد تسوس الأسنان:
٢- معاجين لنزيف اللثة:
٣- الأسنان الحساسة والمعجون المخصص لها:
٤- معجون أسنان للتبيض:
- من الأخطاء الشائعة عن معاجين تبيض الأسنان أنها تبيضها درجات أفتح عن طبيعتها.
- لكن الحقيقة هي أنها فقط تنزيل التصبغات التي يتركها الطعام والشراب.
- وعلينا العلم بأنها تستخدم مرة واحدة اسبوعيا بلطف حتى لا تتسبب جزيئاتها الصغيرة فى جرح اللثة وتآكل المينا.
- فقد يسبب الاستخدام المستمر والعنف فى تنظيف الأسنان بها, إلى نتيجة عكسية مثل صفار مينا الأسنان.
- ومنها معجون ديبريودنت المبيض.
تختلف أنواع المعاجين باختلاف طريقة عملها على اللثة والأسنان, لكن نود أن نتعمق أكثر في التعريف بالتهاب اللثة.
- معنى التهاب اللثة
هو ببساطة التهاب يحدث باللثة نتيجة تراكم طبقة من البلاك أو البكتريا بالفم على الأسنان, بينها وحولها. هذا التراكم للبلاك يثير الجهاز المناعى ويهيج التهاب اللثة وتورمها إن لم يتم إزالته من البداية.
وبذرة الالتهاب تبدأ بخطوات ثلاث وهم:
* تشكل القلح وتراكمه على الأسنان
- القلح هو غشاء شفاف غير مرئي للعين المجردة يتكون بسبب تفاعل بكتيريا الفم مع بعض أنواع الأطعمة مثل النشويات والسكريات.
- بمعنى أوضح, هو التفاعل بين اللعاب وباقى جزيئات الأكل المتراكمة.
- ولحسن الحظ, أن هذه الطبقة سهل إزالتها فور تكوينها ويجب تنظيفها يوميا قبل إعادة تشكيلها مرة أخرى بسرعة.
* تصلب القلح إلى جير
- نتيجة التراكم, يبدأ القلح بالتصلب بسبب الكالسيوم الموجود باللعاب الذي يفرز من الغدد اللعابية ومن ثم يتحول لطبقة الجير (الكالكولس).
- أيضا, تتدرج لون هذه الطبقة من الأصفر وحتى البني أو البني الغامق كلما ازدادت فى السماكة.
- كما نجد أن القلح المتصلب إلى الجير, ينتشر تحت خط اللثة, على الأسطح الداخلية للأسنان السفلية أو السطح الخارجى للأسنان العلوية الخلفية.
- ويمكن أن تتكون أيضا علي بعض الأضراس دون كامل اللثة. هنا, يصعب إزالة طبقة الجير (البلاك) بالفرشاة والمعجون بالمنزل ويتوجب إزالتها على يد طبيب الأسنان.
* التهاب باللثة
- بمرور الوقت, وكلما تراكم القلح والجير على الأسنان تحت خط اللثة يزيد من تهيجها و التهابها بشكل ملحوظ مع نزفها.
- فتلك الطبقة هى عازل وقائي تتراكم تحته البكتيريا ثم تبدأ بعمل جيوب صغيرة ثم عميقة.
- فعدم التدخل السريع لعلاجها سرعان ما يصيب الأسنان بالتسوس والتهاب الأنسجة الداعمة للأسنان.
- وعلينا الإشارة إلى أن علاج الالتهاب في بدايته أسهل من تطوره لالتهاب الأنسجة الداعمة الخطير.
- ذلك, لأنه فى نهاية المطاف , قد يؤدي إلى فقدان الأسنان.
يسبق التهاب اللثة مرحلتان: تكون القلح ثم تصلبه إلى جير. يمكن منع تطور تلك المراحل فقط عن طريق حسن نظافة الأسنان مع تفادي أهم أسباب تفاقم الإصابة بالتهابات اللثة.
- أسباب التهاب اللثة مع عوامل تزايد تفاقم الإصابة بها
يكمن وراء التهاب اللثة أسباب عدة ومنها:
١- سوء العناية بنظافة الفم
- من حيث إهمال تفريش الأسنان بانتظام بالفرشاة والمعجون, عدم إزالة البقايا المتراكمة من جزيئات الطعام الصغيرة بين الأسنان بواسطة خيط الأسنان (dental floss).
- ذلك, مع عدم تغيير فرشاة الأسنان كل فترة لتلف شعرها. وبالتالى, ضعف التنظيف لطبقة القلح بشكل متكامل.
٢- غسيل بعض أسطح الأسنان وترك أسطح أخرى
- الأسطح الداخلية للأسنان السفلية والسطح الخارجى للأسنان العلوية الداخلية قد تحتاج للمزيد من العناية لعدم تمكن الفرش من حسن تنظيفها.
- بالتالى, تلك الأسطح هى الأكثر عرضة لتراكم البلاك بها ومن ثم التهاب اللثة.
٣- التدخين ومضغ التبغ
- ضمن أكثر أسباب أمراض اللثة والسرطان الفموي لاسيما منع تعافي اللثة بشكل تلقائي.
٤- التغيرات الهرمونية
- خاصة تلك التي تحدث بفترة الحمل, الطمث, بلوغ سن اليأس أو تناول حبوب منع الحمل.
- فكلها تزيد من فرص تهيج اللثة, التهابها وحساسيتها.
٥- التقدم بالعمر و نقص بعض العناصر
- مثل نقص فيتامين سي يؤدى إلى زيادة نزف اللثة وعدم التئامها.
٦- جفاف الفم والإصابة بالعدوى الفيروسية أو الفطرية
- الجفاف للفم وآفات اللثة تلك, قد تكون سببا لالتهاب اللثة وتعتبر غير ناتجة عن الترسبات الجيرية.
- وقد تحفز من أمراض نقص المناعة ( السرطان أو اللوكيميا, HIV) أو مرض السكري أو من الجروح والتحسس من أطقم الأسنان.
٧- العوامل الوراثية
- توصلت الدراسات إلى أن العوامل الجينية تزيد من فرص الإصابة بالتهابات اللثة ٦ أضعاف.
- بناءا على ذلك, إصابة أحد أفراد الأسرة بالتهاب اللثة, قد ينتقل عبر الوراثة.
٨- إعوجاج بالأسنان أو ترميمها بشكل غير صحيح
- قد يصعب تمكين فرشاة الأسنان من تنظيف ما بين الأسنان بشكل صحيح بسبب عدم انتظام الأسنان.
٩- تناول بعض الأدوية
- تؤثر بعض الأدوية على صحة اللثة بخفض اللعاب الحامى لها مثل حاصرات الكالسيوم لمرضى الضغط والذبحة الصدرية.
- أيضا, أدوية نوبات الصرع مثل الفينيتوين والديلانتين وأدوية التهاب البلعوم كدواء ادلات والبرو-كارديا والتي قد تشكل طبقة نسيج زائدة غير طبيعية على اللثة.
عوامل وأسباب كثيرة تؤثر على فرصة الإصابة بالتهاب اللثة وسرعة التعافي. فما هى الأعراض التى يشكو منها المريض وتشير إلى التهاب اللثة؟
- أشهر أعراض التهاب اللثة
تتميز اللثة الطبيعية باللون الوردي الشاحب مع ثبات التصاقها بالأسنان واللف حولها بإحكام. لذلك, تشخيص التهاب اللثة يحدد من خلال عدة أعراض, من ضمنها:
١- احمرار اللثة إلى درجة الأحمر الداكن وتورمها وانتفاخها.
٢- ملاحظة نزيف أثناء تفريش الأسنان أو حتى باستخدام خيط الأسنان.
٣- رائحة الفم والنفس الكريهة.
٤- بداية ظهور جيوب عميقة, تظهر جذور الأسنان عند انحسار اللثة للأعلى, نتيجة ضعفها.
٥- زيادة حساسية الأسنان مع السخن والساقع.
٦- لخلخة بالأسنان وقد يصل الأمر إلى فقدانها.
٧- تغير بأماكن الأسنان وعدم انتظام واستقرار أماكن التيجان أو الأسنان الإصطناعية.
٨- تسوس بالأسنان مع التأثير على عظام الفك وتآكله.
يمكننا تفادى كل تلك الأعراض بالمداومة على تنظيف الجير عند الطبيب كل ٦ أشهر رغم تنظيفها مرتين يوميا. فهذا يتيح إزالة تراكم البلاك ويسد الطريق أمام فرص وجود أى مضاعفات لالتهاب اللثة نحن في غنى عنها.
- مضاعفات التهاب اللثة
في حال تدهور الأمر إلى ما هو أبعد من التهاب اللثة, قد تصل المضاعفات إلى الآتى:
* التهاب دواعم الأسنان
- نتيجة تطور الالتهاب, تبدأ جيوب عميقة بالانتشار تحت خط اللثة على شكل خراج. كما ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة والعظام الداعمة للأسنان مؤدية في النهاية إلى فقدانها.
* الإصابة ببعض الأمراض
- ربطت بعض الدراسات العلاقة بين مرض التهاب دواعم الأسنان وبين أمراض القلب والسكتة الدماغية وإرتباطها أيضا بأمراض الرئة.
- وقد يرجع السبب إلى, دخول البكتيريا إلى مجرى الدم عبر الأنسجة المصابة باللثة, وصولا إلى القلب أو الرئة أو حتى المفاصل.
* التهاب اللثة التقرحي الناخر (NUG)
- فوق التهاب اللثة يأتى هذا النوع الحاد منها ويضيف أعراض الألم, النزف, مع التقرحات. وقد تنتشر هذه الحالة بين الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية.
وعينا بالمضاعفات مهم, لكن الأهم هو العلاج السريع قبل تفاقم التهاب اللثة.
- طرق علاج التهابات اللثة
علاج التهاب اللثة ينقسم إلى قسمين وهم:
* بالعيادة عند طبيب الأسنان
١- تبدأ أولا بإزالة الجير إما يدويا أو بواسطة جهاز الكافيترون الذى يزيل الجير مع الماء. وننوه أيضا, أنه غير مؤلم ولا يحتاج لاستخدام البنج الموضعي نهائيا.
٢- في حال اكتشف الطبيب وجود فجوات وجيوب سيعالجها ويتجاوز عن اللخلخة البسيطة للأسنان.
٣- سيصف بعدها مضاد لالتهاب اللثة لتخفيف التورم, تقليص عمق الجيوب, والمساعدة في عملية إعادة تحفيز اللثة للف حول الأسنان بإحكام والتصاق نسيج اللثة مرة أخرى.
٤- في أسوأ الحالات, مع وجود مشكلة العظام أو لخلخة شديدة للأسنان, قد يتطلب الأمر التدخل الجراحى واستعادة الطبقة الداعمة للثة مع الأسنان. أو ربما إزالة الأسنان المخلخلة وتعويضها بالتركيبات والأسنان الاصطناعية.
٥- يحتاج الطبيب مراقبة ومتابعة المريض وفحص عظام الفكين والانتشار للبكتريا دوريا حتى تمام التماثل بالشفاء.
* العناية المنزلية
١- على المريض القيام بتفريش الأسنان جيدا بواسطة الفرشاة والمعجون مرتين يوميا.
٢- كما يجب استخدام خيط الأسنان لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان, مرة يوميا.
٣- الانتظام على استعمال غسول الفم الموصوف بالطبيب والذي غالبا ما يتضمن مادة الكلورهيكسيدين للسيطرة على البكتريا مع منع رائحة الفم الكريهة.
٤- بعد تفريش الأسنان مساءا أو بعد غسول الفم يفضل عدم تناول أى أطعمة أو شراب حتي لا يضيع تأثير المواد الفعالة وآثار التنظيف.
علاج التهاب اللثة يختلف من شخص لأخر حسب شدة الحالة, لكن تبقى الوقاية دائما خير من العلاج.
- الوقاية من التهاب اللثة ونصائح للثة صحية
- غسل جميع أسطح الأسنان الخارجية والداخلية بالفرشاة والمعجون مرة صباحا ومرة مساءا قبل النوم مباشرة يوميا ل٢دقيقة على الأقل.
- استخدام خيط الأسنان لتنظيف ما بين الأسنان مرة يوميا.
- تغيير فرشاة الأسنان كل ٣ شهور لتلف شعرها مع حسن اختيارها بحيث تكون متوسطة القوة والحجم حتى لا تجرح اللثة والمينا للأسنان.
- ممارسة العادات الصحية بالتوقف عن التدخين والحد من تناول السكريات.
- يجب زيارة الطبيب للمعاينة دوريا كل ٦ أشهر خاصة لمن لديهم عوامل تزايد الالتهاب. ويفضل إزالة الجير مرتين بالسنة للحد من تراكمه.
عرضنا نصائح علينا إتباعها لصحة اللثة, بعدها ننتقل لأمثلة أفضل معجون أسنان للثة الملتهبة.
- أفضل معجون أسنان للثة الضعيفة
وعن أمثلة أفضل معجون أسنان للثة الضعيفة أو الملتهبة:
* Parodontax toothpaste
- معجون أسنان للثة الملتهبة يعمل كعازل بين اللثة والأسنان. كما أنه يزيل السبب الرئيسى لنزيف اللثة ٤ أضعاف المعجون العادى خاصة إن استخدم مرتين يوميا.
- رغم طعمه المر بسبب وجود نسبة عالية من بيكاربونات الصوديوم, إلا أنه فعال للإستخدام المؤقت حتى التعافي من مشكلة اللثة من ٥ أيام وحتى أسبوعين.
* Belita vitex black clean toothpaste
- يمكن الإستعانة بمعجون أسنان للثة من بليتا فيتكس للحماية الأسنان وتقوية المينا. أيضا, يعمل بقوة من جزيئات الفحم النشط للتبيض وإزالة البلاك وتقليل التراكم دون تجريح اللثة أو ضرر مينا الأسنان.
- وفوق ذلك, معجون أسنان للثة بلاك كلين المحتوى على لحاء البلوط الغني بالكربون وجزيئات فحم الخيزران النشط ، يساعد على امتصاص السموم، يمنع التسوس ويزيل رائحة الفم بشكل فعال مع تقوية اللثة.
- الخلاصة
وفى النهاية, معجون أسنان للثة الملتهبة يلعب دور هاما في المساعدة على تعافيها, إعادة التصاقها بالأسنان تدريجيا مع وقف النزف اللثوي. لكن علينا أن نعى جيدا أن الوقاية دائما خير من العلاج. ذلك, باتباع سبل المحافظة على نظافة الأسنان وحسن العناية باللثة من أجل التنعم الدائم بضحكة أسنان صحية.