توريد اللثة ! لا لمنع الابتسامة والكسوف من الضحك. نتسائل كثيرا لما يكتم البعض ضحكاتهم في أكثر المواقف فكاهة؟ فهل هناك ما لا ندركه عن قدر خجلهم من ابتسامتهم رغم جمالها؟ اللثة كباقي أجزاء الجسم والبشرة, قد تتعرض أحيانا لتصبغ داكن يؤثر على مظهرها, ويؤثر أيضا على ثقة أصحابها بأنفسهم. ذلك, قد يتكرر أكثر مع من لديهم ضحكة لثوية لظهور أجزاء كبيرة من اللثة أثناء الضحك والتى من المفترض أن لا تظهر. وفوق ذلك, يأتي عيب اللثة الداكنة لينهي أمر الابتسامة البيضاء النابعة من القلب. ولأنها جزء أساسي من مظهر الوجه, يأتى دورنا فى توضيح أسباب فرط تصبغ اللثة وطرق علاجها لنعيد الابتسامة المعبرة على الوجوه الضاحكة.
- معنى فرط تصبغ اللثة
- الميلانين, الخلايا الصبغية المسئولة عن تحديد كل لون بالإنسان, بداية من لون البشرة والعينين والشعر وصولا إلى درجة اللثة.
- وقد ندهش لمعرفة أن لون اللثة أيضا يتحدد بنسبة إفراز الميلانين والتحكم بدرجاتها الوردية والتي قد تختلف من شخص لأخر.
- كما أن لون اللثة يعتمد فى الأساس على حجم وعدد الأوعية الدموية, سماكة الظهارة, درجة التقرن والأصباغ في الخلايا الظهارية اللثوية.
- لكن عندما يحدث ترسب مفرط لصبغة الميلانين باللثة فى أعماق الخلايا الظهارية (epithelial cells), هنا يسمى فرط التصبغ (gingival hyperpigmentation).
- قد تتحول اللثة للسواد نتيجة زيادة إفراز الميلانين كرد فعل دفاعي من الجسم من التهاب يحدث لها أو لمرض ما, كما يحدث الاسمرار بعد الجروح أو الندوب.
فهل لنا أن نطلق نظرة سريعة على مراحل التصبغ بالبشرة أو اللثة:
١- تنشيط خلايا الميلانوسايت:
- عبر تحفيزها بهرمونات التوتر (الكورتيزول/الأدرينالين/ النوربينفرين) وأشعة الشمس الفوق بنفسجية.
- فكلها محفزات للإشارات الكيميائية ومنها هرمون تحفيز الخلايا الصبغية.
٢- مرحلة التخليق:
- هنا تبدأ الخلايا الصبغية (الميلانوسيت) بتكوين حبيبات (ميلانوسوم) وبداخلها يتحول حمض التيروزين إلى الدوبا (DOPA) ومن ثم إلى نوعان من الميلانين.
- فهناك نوع الميلانين الداكن ال Eu-melanin (وهو الأكثر حساسية للضوء) ونوع الميلانين الفاتح ال pheomelanin.
٣- Expression phase:
- وفيها تنتقل حبيبات الميلانوسوم المكتملة إلى الخلايا الكيراتينية المتواجدة بأعلى طبقات الجلد.
- بعدها يبدأ لون البشرة أو اللثة بالتغير ويظهر التصبغ الداكن بوضوح.
والتصبغ فى هذه الحالة واللون الداكن لا يعتمد على كثافة الخلايا الصبغية وإنما يعتمد هنا على الآتى:
- نسبة الميلانين الذي يفرز داخل الخلايا الصبغية.
- إكتمال نضج حبيبات الميلانوسوم المنتقلة للخلايا الكيراتينية في طبقات الجلد السطحية.
- عدد الخلايا الكيراتينية المحتوية على حبيبات الميلانوسوم وتوزيع نسب الميلانين في الخلايا السطحية.
فى معظم الأحيان هى حالة حميدة غير مرضية لكنها تؤثر على المظهر العام للوجه. لذا يفضل البعض العلاج التجميلي لها لإستعادة اللون الوردي للثة بتوريدها. لكن يظل السؤال عالق بالاذهان هل هناك أسباب لفرط تصبغ اللثة؟
- أسباب فرط التصبغ للثة
لون اللثة الطبيعي هو الوردى يختلف في تدرجه من شخص لأخر كما نختلف نحن البشر فى درجات بشرتنا. فإن ظهور بعض النقاط الداكنة أو تحول لون اللثة بالكامل الذي يكاد يصل إلى حد اللون البنى أو الأسود, أمر غير عادى يستدعي تشخيص طبي. ذلك لما له من عدة أسباب مثل:
١- التصبغ المرتبط بالتدخين:
- يعد التدخين نقمة على البيئة لاسيما على صحة الإنسان.
- فقد لوحظ بالكشف عن بعض الحالات للمدخنين وجود تجلط يشمل اللثة الامامية للفك العلوي.
- بالطبع, ذلك يحدث نتيجة ترقق الغشاء المخاطى الحميد (buccal mucosa).
- فالتدخين وشرب الكحول يعتبروا من أكثر العوامل المتسببة في السرطان الفموي.
٢- أثر جانبي لبعض الأدوية:
- اتضح أن لبعض الأدوية لها دور فى تصبغ اللثة.
- ومن ضمن أمثلتها: بعض أدوية الملاريا , مادة الكيتوكونازول, البليومايسين والسيكلوفوسماميد (المستخدم في العلاج الكيماوي).
- كما يصاحب دواء الminocycline أيضا تصبغ بالشفايف واللثة.
- وقد ينتج تصبغ اللثة عند ترسب الحديد في الخلايا السطحية (epidermis).
٣- الأسباب الجينية والعرقية:
- لدينا جميعا (ماعدا الألبينو) نسب فيزيولوجية متفاوتة من الميلانين موزعة في بشرتنا ويكتمل التغير فى التصبغ بعد أول عقدين من الولادة.
- فنجد زيادة التصبغ نتيجة إرتفاع نسبة ال eumelanin فى أصحاب البشرة السمراء ذو الشعر الداكن خاصة بساكني أفريقيا, أسيا, والبحر المتوسط, حماية للجلد من أشعة الشمس.
٤- المعادن الثقيلة:
- ومن أمثلتها الرصاص, الbismuth, الزئبق, الذهب, الفضه والأرز ينيك.
- فقد يتعرض الأطفال لتركز بعض المعادن مثل الماء الملوث بالرصاص, ألوان الدهانات, أو حتى إحتواء بعض الأدوية على نسب من الزئبق والفضة.
- بالتالى, يظهر التصبغ على طول هامش اللثة بلون مائل إلى الزرقة أو السواد.
- فقدر التصبغ هنا يشير إلى معرفة نسبة المعدن داخل الجسم ويساعد في الكشف عن التسمم ومعالجته.
٥- وشم الملغم (amalgam tattoo):
- حشوات الملغم التي يستخدمها طبيب الأسنان لحشو الضرس قد تستقر جزيئات منها عشوائيا عن غير قصد أثناء العلاج فى الأنسجة الرخوة باللثة.
- مع الأسف هي دائمة وغير قابلة للإزالة وحلها الوحيد هو تلاشي حدوثها مرة أخرى في المستقبل من قبل طبيب الأسنان.
- ذلك, بوضع حاجز مطاطي أثناء الخطوات العلاجية لفصل اللثة عن الأسنان. هذا, لتفادى دخول أى من المواد المستخدمة في أنسجة اللثة.
٦- وشم الجرافيت:
- كم مرة حذرنا أطفالنا من وضع أقلام الرصاص فى الفم؟ بالطبع خوفا عليهم من الحوادث العرضية لإصابة العين أو الفم.
- وعن غير قصد التعرض لغرس قلم الرصاص باللثة قد ينتج عنه تكون بقع وبؤر رمادية اللون وأحيانا سوداء عن غير الطبيعي.
٧- داء ترسب الأصبغة (haemochromatosis):
- التصبغ باللون الرمادي باللثة والحنك الصلب يكمن وراءه أحيانا ترسب من الحديد المحتوي على أصباغ الفريتين والهيموسيدرين داخل اللثة أو الجلد والأغشية المخاطية.
٨- وحمة اللثة الزرقاء:
- مثل وحمات الطفولة, قد تنشأ وحمة باللثة في الصغر قد تاخذ الشكل الدائري, السطحي أو قليل الإرتفاع.
- يتعرف عليها الطبيب بالعين المجردة ولا ضرر في وجودها إلا إذا بدأت في التغير باللون أو الشكل أو الحجم, فيأخذ منها عينة لاستبعاد السرطان باللثة.
٩- الورم الميلانيني الفموي:
- هي حالة نادرة لانتشار البقع الداكنة بالفم واللثة, غير مرضية وغير معروفة السبب.
- قد تبدأ منذ الصغر نتيجة جروح من المضغ والاحتكاك ولا تستدعي علاج لأنها حميدة.
١٠- عرض لأمراض أخرى:
- مثل أمراض الغدد الصماء (مرض أديسون, متلازمة البرايت, مرض ضخامة الأطراف ومتلازمة نلسون).
- ويحدث أيضا لويحات بنية أو سوداء باللثة الشفوية الأمامية نتيجة الأدوية أو الطفيليات الانتهازية المصاحبة لسرطان الفم المرتبط بفيروس نقص المناعة.
۱۱- كدمات اللثة:
- ليس عجبا من وجود كدمات على اللثة بعد الوقوع على الوجه , الاصطدام , بسبب تناول الأطعمة الناشفة, أو نتيجة استخدام فرشاة الأسنان الحادة.
- فكلها مسببات لجروح اللثة, تورمها, التهابها , واصابتها بالكدمات الزرقاء أو السوداء حتى.
- لكن في حال عدم وجود أى من تلك العوامل وظهورها فجأة, هنا نشك فى أمراض مثل قلة صفائح الدم المسئولة بدورها عن ضبط عملية التجلط أو نزيف بالأنف واللثة.
١٢- السرطان الفموي:
- غالبا ما يصاحب التغيير بلون اللثة الداكن أعراض مثل القروح المفتوحة, نزف باللثة غير مسبب, تورم الفم مع التهاب ووجع مزمن بالزور قد يصل أحيانا لتغير بالصوت.
- هنا يتم أخذ عينة والتصوير ال CT scan له. فإن تأكد وجود ورم سرطانى ينتزعه طبيب الأسنان في حال عدم انتشاره, أو يعالج بالعلاج الكيماوي والإشعاعي في حال الانتشار.
وبعد تعرفنا على أهم الأسباب الممكنة لتصبغ اللثة, ننتقل سريعا لنوضح معنى توريد اللثة لكى تتمكن من تخطى هذه المشكلة.
- ما هو توريد اللثة
هي ببساطة استعادة اللون الوردي الطبيعي للثة بعدما تغير لونها إلى البنى أو الأسود. لكن قبلها التأكد من أن فرط التصبغ ليس عرضا لمرض ما. فعلاج السبب في هذه الحالة هو أحد وسائل التخلص من إسمرار اللثة الغير طبيعي.
- أنواع توريد اللثة
- تختلف شتى أنواع التوريد للثة عن بعضها فى التقنية ودرجة الأمانة.
- وقد تتناسب مع البعض ولا تتناسب مع البعض الأخر. ذلك, لأنها كلها عمليات تجميلية من الدرجة الأولى خصصت لأصحاب الضحكة اللثوية التى تظهر فيها اللثة بشكل واضح أثناء الكلام والتبسم. أيضا, لمن ليس لديهم مشاكل صحية وكان فرط التصبغ إحدى الأعراض لأمراض أخري. ومن بين تلك الأنواع:
* التوريد للثة جراحيا
- في هذه التقنية يتم إزالة طبقة من النسيج الأساسي جراحيا عن طريق عمل شق اللثة بالمشرط على يد طبيب الأسنان.
- هكذا يتم إزالة الطبقة الصبغية مع مراعاة عدم ترك أى من بقاياها بالأنسجة المعالجة.
- ومن مميزات هذه العملية: أنها إقتصادية نوعا ما, يستخدم بها أدوات بسيطة غير معقدة. كما أن التعافى بعدها يعتبر سريع بالمقارنة مع باقي التقنيات.
- وعلى الرغم من ذلك, إلا أنها تسبب الكثير من نزف اللثة أثناء وبعد العملية. بعدها, يتطلب تغطية الجزء الجراحي لمدة ٧-١٠أيام.
- وفوق ذلك, يحدث أحيانا تكرار للتصبغ بعد علاجه لنشاط انتقال الخلايا الصبغية إلى الخلايا الكيراتينية من الأنسجة المجاورة للمناطق التى تم علاجها.
# طريقة القشط
- هى صورة أخرى للعملية الجراحية, لكن تختلف للقيام فيها بتعرية منطقة الظهارة للثة بواسطة أداة مثل كرة الألماس ذات الحبيبات المتوسطة لإزالتها بسرعة فائقة.
- قد يستغرق هذا من 45 دقيقة إلى ساعة.
- من مميزاتها أنها بسيطة, آمنة, إقتصادية لا تحتاج معدات طبية كثيرة ,تحدث إزعاجا أقل للمريض وتترك صورة تجميلية أفضل من الجراحة الأخرى.
- ومع ذلك, يمكن حدوث نزيف وظالم بعدها ويصعب السيطرة على عمق الإزالة للنسيج الظهاري.
# الجراحة الكهربائية:
- هنا يتم استخدام طاقة كهربائية عالية التردد وتطبق مباشرة للتأثير على خلايا الأنسجة لتوليد حرارة ومن ثم بخار لقطع أو تخثر الأنسجة.
- وإليكم أهم ما يميزها, التحكم في النزيف اللثوي, تحدث ندوب أقل وتستغرق وقت أقل. فضلا عن عدم إزالة أنسجة غير مرغوب بها.
- لكن من يقوم بها عليه أن يكون أكثر احترافية.
- كما أن تسليط الحرارة المتكرر من الكهرباء يؤدى إلي تدمير أنسجة أخرى مثل العظام والأسنان الحيوية.
* توريد اللثة بالليزر
- هى أحد تلك التقنيات الموثوقة والفعالة فى توريد اللثة وإزالة التصبغ دون الحاجة لتغطية اللثة بعدها.
- تعتبر لها اتجاه مرغوب فيه للأغلبية في يومنا هذا لما لها من كفاءة في النتائج لتقليل نسبة الألم والانزعاج مع سد النهايات العصبية الحرة.
- لكن لها مساوئ مثل إرتفاع التكاليف, الأضرار الحرارية وتأخر التئام الجروح لعمق الإختراق.
- لذلك, تستخدم التقنيات الحديثة مثل الدايود ليزر (يسمح برؤية أفضل أثناء الجراحة) وليزر ثاني أكسيد الكربون (الذي يسمح بإزالة طبقة رقيقة من الظهارة بشكل نظيف مع معالجة العظام الموجودة تحت اللثة). ومنها أيضا الياج ليزر الذي يسمح بأقل ضرر حرارى ممكن.
نترك لكم الإختيار من بين تلك التقنيات المختلفة في العلاج حسب إرشادات الطبيب, لكن نهدى فقط بعض النصائح اللازمة بعد عملية التوريد للثة خاصة بالليزر.
- نصائح بعد توريد اللثة
١– الإقلاع عن التدخين هو أحد أجزاء العلاج لأنه أحد أهم أسباب فرط تصبغ اللثة, السرطان الفموي والآثار الجانبية الخطيرة على الصحة.
٢- ممارسة الحياة بشكل طبيعي لكن مع تجنب الاكلات الناشفة, الحريفة أو الساخنة حتى لا تلهب اللثة في فترة التئامها وتعافيها.
٣- غالبا ما يتطلب العلاج إلى جلسة واحدة بالليزر وتظهر النتيجة واضحة بعد أسبوعين من الجلسة. لكن فى حال ظهور أى تصبغات بعدها مباشرة خلال الشهر الأول, يتم المتابعة مع الطبيب لعمل جلسة أخرى.
٤- المتابعة للعلاج مع طبيب الأسنان والحفاظ على نظافة اللثة والأسنان أمر ضرورى لتجنب عودة التصبغ مرة أخرى نتيجة إهمال النظافة والمتابعة.
٥- استخدام فرشاة أسنان ناعمة فى الفترات الأولى بعد جلسة العلاج لضمان عدم تهيج اللثة وجرحها.
- الخلاصة
وفي الختام, صحة مظهر اللثة هو جزء أساسي من الإبتسامة. قد تتعرض اللثة لتصبغ تدريجي أو مفاجئ للأسباب المختلفة. فإن تفاقمت, تغيرت فى اللون والحجم أو تصاحب السواد ألم هنا يجب اللجوء إلى الكشف الطبي عن الأسباب المرضية. لكن لحسن الحظ, التطور التكنولوجي في الطب لم يترك مجالا للمعاناة وأهدى لنا حلولا تجميلية بالليزر وغيرها لتوريد اللثة حتى نستعيد الثقة أثناء الابتسامة.